يشتكي بعض الناس اليوم من ضعف الايمان في قلوبهم ،فيشعرون بقسوة القلب وضعف التاثر بالموعظة ،
وعدم الرغبة في اداء السنن والنوافل ، والتثاقل عن العبادات ،،
ويقولون ايضا ، اننا نقع في الذنب بسهولة ، دون ادنى مقامة للشيطان او للهوى ..
ان هذه الشكوى ، صارت كالظاهرة ، بل هي ظاهرة ، تحتاج منا الى وقفة جادة نراجع انفسنا ،
ونتدارس قلوبنا ، والا انتشر الداء وبعُد الدواء..
يتبع
اكتشف الرسول صلى الله عليه وسلم ، هذه الظاهرة ، بصورة مبكرة ، وارشد الصحابة رضوان عليهم
الى اسبابها وعلاجها ،
فقال صلى الله عليه وسلم : >>ان الايمان ليخلق في جوف احدكم ، كما يخلق الثوب ،فاسالوا الله ان
يجدد الايمان في قلوبكم.<<(صححه الالباني في صحيح الجامع)
تمر على قلب المؤمن فترات يشعر فيها بضعف الايمان ، وجفاف في الروح ، وجمود العين ،
وقسوة القلب ...، وعليه الا يقف جامدا مكتوف اليدين امام هذه الظاهرة ، بل يجب عليه ان يسعى
في معرفة مظاهرها واسبابها ، ليكون قلدرا على حلها .
**ولو وقفنا عند بعض مظاهرها ، لوجدناها تتمثل في الاتي :
يجد صاحب المشكلة انه يقع في المحرمات وفي المعاصي ، بل ويعلن ويتفاخر بها .
وهذا الاعلان وهذا التفاخر بهاته الاخيرة ، يدل على حبه لها ، وتعلقه بها ، وانه مغرم
بالمعاودة الى هذه المعصية ، مرة بعد مرة . قال رسول الله عليه الصلاة والسلام :
>>كل امتي معافى ، الا المجاهرين <<
يشعر صاحبنا بقسوة القلب ، حتى يحسب ان قلبه قد صار حجرا صلدا ،كما قال
الله عز وجل >>ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة او اشد قسوة<<،،
كان من قبل اذا سمع موعظة بكى وتاثر ، اما اليوم فهو يجد ان ابواب البكاء موصدة في وجهه
فلم يكرمه ربه تعالى ، لا بالتاثر ولا بالخشية ، ولا البكاء ..
كذلك يجد ضعيف الايمان انه لا يحسن العبادة ، ولا يتقنها ، فهو في الصلاة شارد الذهن ،
يفكر في مفاتن الدنيا ، وبعد ان كان له ورد من القران ، اصبح اليوم لا يقرا الا وجها،
هذا وان قرأ ،،
وبعد ان كان من الذاكرين الله كثيرا ، اذا به يثرثر بذكر الدنيا اكثر من ذكره للاخرة ،
ويجد ايضا ضيقا في الصدر ، وتغيرا في المزاج ،و بعد ما كان خلوقا ، طيب القلب ،
حسن المعاملة . . اصبح الان عصبي المزاج ، سريع الغضب ،
يثور ويغضب لاتفه الاسباب، وكان يامر بالمعرف ، وينهى عن المنكر ،
اما اليوم فان المعصية تقع في بيته او بين اصحابه وجلساءه ،
فلا يحرك ساكنا ، اما مجاملة واما خوفا او ضعفا .
انها مظاهر جلية في ضعيف الايمان ، وربما تجلت من خلال ظلمة الوجه،
التي لم تكن معهودة عليه من قبل، فهذه مظاهر مشكلة ضعيف الايمان ، او الذي
اصابه فتور بعد الايمان .
يتبع...
حتى ننجو من هذا الضعف او هذا الفتور ، علينا اتباع مايرضي الخالق ، وما جاء به رسوله..
**وهذه عملية ليس فيها مجال للكلام الكثير ، وانما هي لمن اراد علاج هاته المشكله .:
علينا ان ننكسر بين يدي الله تعالى ، فنعلن عن حاجتنا اليه ،
وافتقارنا الى عونه ورحمته،وكلما كان العبد اكثر ذلة وخضوعا ، كلما كان
اقرب الى الله .
قال صلى الله عليه وسلم :>>اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ،
فاكثروا الدعاء << رواه مسلم
اتعلمون لماذا يكون العبد اقرب من ربه وهو ساجد ؟ لان السجود فيه
ذلة وانكسار ، ليست في بقية هيئات الصلاة ، والله جل جلاله
يريد ان ينكسر العبد بين يديه ،
الم ينكسر آدم عليه السلام لربه حين عصى فغفر له ؟
وابراهيم عله السلام الم ينكسر لخالقه فنجاه من النار ؟
وايوب كذلك فشفاه ؟
فلماذا لا ننكسر بين يدي خالقنا وربنا ، فيرفع عنا ضعف الايمان
، ويكشف ما بنا من غفلة ، ونسيان ..
وعلينا ايضا ان نستكثر من الاعمال الصالحة ، فالعبد كلما تذكر انه في ميدان
السباق ، كلما زاد في العمل ، وكلما تذكر ان الجنة درجات كلما طمع
في اعلاها ،،
قال الله عز وجل :>> سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء
والارض <<
هذا السباق احبتي صفة متأفصة في الانبياء ، لانهم اعرف الناس بربهم ، واعرفهم بحقيقة
الدنيا والاخرة ، فهل نحن على هاته الصفة ؟
علينا اتباعهم فهم قدوتنا ، والسير على خطاهم ، لنكون معهم في جنات الفردوس.
تحياتي لكمــadminـــــ